كنت أعيش وسط أهلي و أقاربي و صديقاتي ... قبيلتنا مسالمة ...
نحن لا نحمل أسلحة كالبعض من القبائل المجاورة ...
يحيط قريتنا سياج من الحديد .. كثيرا ما أشعر أني كعصفور داخل قفص .. أحس أن حريتنا محدودة جدا .. أن حركاتنا كلها مرصودة و مراقبة ..
في مساء يوم بدأ كسائر الأيام ..
جاء الحاكم العام للمنطقة و طلب فداء كالعادة ..... لكن أهل القرية قرروا أن يقفوا موقفا خاصا بهم ..
لقد رفضوا الطلب بأن يقدموا له روحا بريئة ليضحي بها لأجل منافعه الشخصية الأنانية ..
لكنه ..... في سرعة خاطفة خطف فردين من القرية وهرب بهما ..
دون رحمة .. يشق طريق الوهاد يفريسته الثمينة ..
.. كنت إحدى الضحيتين ..
كان الرعب يأسرني و الخوف يقتلني كل لحظة مرتين .....
أخذني دون إرجاء للأمر أو تأخير .. مددني على لوحة خشبية غارقة في لون أحمر ..
تزاحمت الأسئلة في رأسي لرأيته ..
.. أهو دم ؟؟ ..
دم من سبقني !!
.. سالت الدموع مني و قد أدركتني نهايتي ...
قال في صوت سمعته ..
- لا تزالين فتية و في شبابك ... خسارة أن تنتهي بك الحياة هكذا ...
استل سكينا كبيرة و حادة كانت تحمل نفس اللون الأحمر ...
وضع إحدى يديه على وجهي ..
أمسكني بإحكام وقساوة معا...
أحسست بالسكين تخترقني ...
صرخت بأقوى ما أستطيع .. لكن ...
كان قد شطرني نصفين ........
" أحمد ألم تفرغ من تقطيع الطماطم"...
"بلى ولكنني أقطع الجزر الآن"